youngmamy

دور القاصرات للمكسب أم للرعاية ؟؟ الحلقة الثانية

Posted on: 2011/11/14


كتبت – آيات الحبال

فى بداية العام الجديد فوجئت عدد من خريجات جمعية الأمل باستدعاء من الدار للحضور للمركز بأطفالهن على أن يظهرن في أبهى صورة، اندهشت الفتيات فهذه هي المرة الأولى التي تطالبهن الجمعية بالحضور وذلك للقاء الوفد الأجنبي الذي سيزور المركز قريبا جاء كتفسيرسريع للاستدعاء المرتقب..

حملت كل أم طفلها وذهبت فرحة إلى الزيارة الموعودة وهناك وجدن الدار في ثوبه الجديد الغرف تلمع من النظافة ملابس على أحدث موضة في انتظارهن وانتظار أطفالهن، المشرفات تطغى عليهن رقة مستغربة، كلمات لا يفهمن معظمها أمرن بحفظها حتى نرددها أمام الأجانب، مكافآت يتم التلويح بها في نهاية اليوم، وبعد أن انتهت الزيارة وبعد أن أبدى الوفد إعجابه بنظام الدار ونزيلاته أعطت الجمعية لكل بنت 5 جنيهات فقط وبعدها عادت الأمهات والأطفال إلى الشارع من جديد.

جوازة والسلام

” جوازة والسلام “.. شعار رفعه المركز كحل لمشكلة فتيات الدار ، فالإدارة كل همها تزويج البنات زواجا شرعيا وهو أمر يحسب لها لا عليها  ولكن الأزمة فى الطريقة فبمجرد أن يتقدم أى شخص لخطبة واحدة من النزيلات تتم الموافقة عليه بغض النظر عن خلقه وظروفه، لتكتشف النزيلة حقيقته بعد فوات الأوان فهو إما أن يكون لصا طامعا في الجهاز المتواضع الذي توفره الدار لها، وإما أن يكون من أصحاب السوابق ويرغب في ضم العروس إلى نشاطه الإجرامي، وإما أن يكون مدمنا طالبا للمتعة لا يمكث مع عروسه إلا فترة وجيزة ترى فيها الأمرين، بعدها يتخلى عنها لتعود بطفل جديد ،هو ثمرة هذا الزواج، يتم ضمه كعضو جديد للداروتصبح الأم أمام خيارين أحلاهما مر إما ترك الدار والعودة للشارع، أو قبول أول رجل تقدمه لها الجمعية لتتكرر المأساة مرات ومرات.

ظل راجل

ر.ت .. عمرها 23 سنة .. ورغم ذلك تزوجت 5 مرات.. والدها كان يتاجر بها بمجرد وصولها سن البلوغ، فقام بتزويجها خمس مرات بزعم حمايتها من الانحراف، وعندما رفضت قبول السادس طردها من المنزل ولم تجد إلا الشارع ومنه إلى الجمعية التي استقرت بها 4 سنين.

تزوجت مرتين عن طريق الجمعية زواج شرعى وموثق ففي المرة الأولى تقدم العريس إلى مدير المركز قدمه لها المدير على  أنه عريس مناسب و رأيته مرة واحدة وتم الزواج بسرعة ولكنها لم تهنأ معه إلا أياما معدودة بعدها بدأ يضربها ضرب مبرح و أهله أيضا كانوا يتعمدون إهانتها  بسبب وبدون سبب، وبعد شهر من الزواج اكتشفت أنه “مسجل خطر” ومطلوب من الداخلية.

وبعد أن تعبت من العيش معه فكرت في الانفصال عنه لكنها  أصبحت حاملا فقررت التحمل، لكن للأسف بعد الولادة اتسجن فطلبت منه الطلاق وبعدها رجعت الجمعية.

وعادت للمركز مرة أخرى وبعد أن أنجبت وأصبح عمر الطفلة 9 شهور فوجئت بالمدير يعرض عليها عريس جديد، وراح يقنعها  بالموافقة لأن الزواج سيوفر ليها المأوى فوافقت على الفكرة وحضر قالوا لها فى البداية أن عمره  40 سنة، وإنه إنسان ممتاز .

وفي اليوم الموعود جاءوا بعدد من البنات لعرضهن عليه ولأنها أكبرهم (23 سنة) اختاروها وتم الزواج وبعد الزواج أكتشفت أن عمره 50 سنة، وإنه متزوج ولديه أبناؤ كبار، وانه مدمن مخدرات وبيصرف فلوسه كلها على الكيف الضرب فتقول ” وبمرور الأيام ترك شغله وظل فى البيت لي لأنه خايف إن زوجته تعرف مكانه، ولما عجزت عن حماية بنتي منه حاولت أستنجد بالجمعية، لكن كان ردهم إن الشقة موجودة وانه بيصرف على وعلى بنتي وبقية التصرفات مش مهمة من وجهة نظرهم.”.

أخدت الحرامى أنا

أما (ع.ع) فلها مأساة أخرى أقامت فى ملجأ قبل قرية الأمل لمدة 10 سنوات، وفيه تزوجت للمرة الأولى واشتروا لها جهازا بحوالى 10 آلاف جنيه من أموال المتبرعين، وبعد الزواج اكتشفت إن العريس حرامى بيتجوز بنات الملاجئ لسرقة الجهاز وبعد ما سرق كل حاجة طلقنى وانا حامل فذهبت لقرية الأمل وأنجبت هناك ابنتي اللي هي كل حياتي.

تقول “تعبت جدا فى القرية بسبب معاملة بعض موظفات الجمعية، بيحسسونا دايما إننا أقل من أى بنت، بيكسرونا، ودايما يهينونا ويضغطون علينا علشان نتجوز أول راجل يتقدم” .

 (س.س ) طالبة في الصف الثاني الثانوي، تعكس قصتها جانبا آخر لقصور المؤسسات، فبعد طلاق والديها تركت بيت الأهل للشارع، واستطاعت الحفاظ على عذريتها طوال بقائها فيه حتى انتقلت للإقامة بالجمعية، ولأن النظام في الدار خلا من أية رقابة تمكنت من الهرب مع صديق عرفتها عليه إحدى النزيلات بعد أن ادعت للمدير أنها ذاهبة لزيارة أسرتها.

وبعد فتره تركها الصديق لتعود إلى الجميعة وهى حامل.. وعلى الفور رحبت الإدارة باستضافتها حتى تضع طفلها فشرط البقاء وجود طفل، وبعد أن أنجبت الأم الصغيرة تم تزويجها بنفس الطريقه لرجل يكبرها بـ 30 سنة

كله تمام

ينفي محمود الشيخ ، مدير مركز أمهات صغيرات، هذه الاتهامات مؤكدا أن من يتقدم للجمعية للزواج من فتيات الدار يتم التقصي عنه جيدا، وأنهم يهتمون بمسكن الزوجية وبمهنته في المقام الأول، بعدها يسمحون له برؤية العروس والجلوس معها عدة مرات حتى يحدث القبول ويتم الزواج .

ويشير إلى أن الجمعية تساعد فى تجهيز البنات وأحيانا في دفع إيجار الشقة من خلال التبرعات التي تتلقاها الدار، على أن يكون الجهاز عهده على العروس، وإذا حصل الانفصال تكون ملزمة بإعادته ليكون من نصيب عروس جديدة، والتي تتعرض منهن للسرقة لا تقدم لها الجمعية أية مساعدات في الزواج الجديد.

وعن وجود بعض المشاكل فى الزيجات يقول في بساطة: ” قد ننخدع فى المتقدمين لبناتنا وأحيانا تفشل الزيجات، وفى كثير من الأحيان يكون الفشل بسبب عدم تأقلم البنات على الحياة الزوجية المستقرة وليس لعيب في الزوج، لذلك تحاول إدارة الجمعية حل مشكلاتهم من خلال التواصل معهن بشكل شهرى عندما تأتي البنات لاستلام شنطة الخير كل شهر .

وحول الرقابة على البنات داخل المركز يقول: تسعى الجميعة لإعادة تأهيل البنات النفسى والاجتماعى ومحاولة نسيان المرحلة التى عشنها فى الشارع، ولكن من الصعب الرقابة عليهن خارج الجمعية أو سجنهن داخلها، فمن حقهن الخروج وليس من حقى السؤال إلى أين تذهب فى إجازتها، ولكن إذا جاءتنى إحدى البنات وهى حامل، أو هربت من الجمعية وجاءت بمشكلة تحاول إدارة المركز حلها بكل الطرق” .

تجارة منظمة

وفي رأي مخالف تحمل عزة كريم ،أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، المؤسسات الاجتماعية مسئولية فشل زيجات هؤلاء القاصرات قائلة: “اذا ماتتبعنا قاصرات الشوارع وأبناءهن نجدهن فريسة سهلة للاتجار بهن سواء من الأفراد أو المؤسسات، وأبناءهم أيضا يظلوا بلا حماية داخل المجتمع حتى لو كان لهم أب معلوم .

وتشير إلى أن معظم مؤسسات الرعاية الاجتماعية فى مصر ،وعددها 27 مؤسسة، تعانى من مشكلات معظمها متعلق بالعاملين بها، كضعف التأهيل وعدم الإحساس الكامل بالمسؤلية وعدم الجدية، وأنه على الرغم من أن مهام هذه المؤسسات ،بناء على ما أشارت إليه المذكرة الصادرة عن الادارة العامة للدفاع الاجتماعى، هو التنسيق بين شركاء العمل فى مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية للارتقاء بالأمهات المقيمات بالمؤسسات للوقوف على حقيقة ما يقدم لهن من خدمات، والاطمئنان على حسن معاملتهن، والتحقيق الفورى فى حالة وجود شكوى، إلا أنه على أرض الواقع لا يتم أداء هذه الخدمات بما يتناسب مع الحاجات الفعلية، والتعامل معهن يزيد من أزمتهن ويجعلهن يفضلن العودة إلى الشارع مرة أخرى .

وعلى صعيد أخر أوضحت عزيزة يوسف مدير الادارة المركزية للجميعات الأهلية بوزارة التضامن والعدالة الأجتماعية أن الوزارة تقوم باجراء تفتيش دورى على الجميعات الاهلية وجمعيات اطفال الشوارع وبنات الشوارع والتأكد من رعاية الجمعية لأطفال الشوارع فقرية الأمل تابعة لإدارة القاهرة التى تقوم بالتفتيش عليها سواء فى الوضع المادى أو فى تأدية الجمعية لدورها وقريه الامل من الجمعيات التى لا توجد بها مخالفات فادارة الجمعية تقوم بدورها على أكمل وجه ومن خلال مرقبتنا لها فهى من “انجح الجمعيات المتخصصة فى مجال اطفال الشوارع “.

يشرفنا مشاركتكم وتعليقكم

نوفمبر 2011
د ن ث ع خ ج س
 12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
27282930  

Blog Stats

  • 574 hits

NetworkedBlogsBlog:youngmamyTopics:  Follow my blog